تضم محافظة دير الزور السورية /26 / جسراً منها /14/ جسراً على نهر الفرات، و/ 12/ جسراً على الوديان، وتمتاز هذه الجسور بطابع حيوي وسياحي هام.
وللجسر المعلق في دير الزور حكاية طويلة فهو الفريد من نوعه في القارة الآسيوية . بناه الفرنسيون في عشرينيات القرن المنصرم عام 1925 ، ويذكر الباحث - جان الكسان - إنه في عام 1925 قامت شركة فرنسية بتعهد بنائه بإشراف المهندس الفرنسي مسيو فيفو وهو مبني على الطراز الحديث حيث لم يكن له نظير آنذاك إلا جسر معلق واحد في جنوب فرنسا.
وكانت الغاية من إقامة هذا الجسر الجميل ربط ضفتي نهر الفرات والسماح للسيارات بالسير عليه، بحيث ترتبط المناطق الداخلية بمنطقة الجزيرة السورية ومدنها الشهيرة. أتمت هذه الشركة بناء الجسر في ست سنوات حيث أنهت بناءه عام 1931 م.
يتكون الجسر المعلق من ركائز وقواعد حجرية ضخمة في قاع النهر وحديد وفولاذ، ويمتاز بركائزه الأربعة الشاهقة التي يطلق عليها أهل دير الزور "الدنكات" تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية قاسية ربطت ربطاً محكماً بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ طول الجسر /450/ م وعرضه /360/ سم وعرض كل رصيف /40/ سم ليصبح عرض الجسر /440/ سم، وروعي في بنائه الشكل الجمالي وأن يتحمل عبور السيارات فوضعت كميات كبيرة من الحديد المدعم والقوي كما روعي في إنجازه الدقة الهندسية وعنصر الأمان بحيث لا يؤثر اهتزازه مطلقاً على عمليات سير السيارات والمشاة عليه وحسب بطريقة علمية هندسية.
كما وُجد أناس تخصصوا فقط في إجراء الصيانة الدورية لهذا الجسر النادر حيث يحتاج من هؤلاء إتقان في العمل ومهارة وشجاعة وجرأة في اعتلاء الجسر حتى أعلاه وقد تمكنت الجهات المسؤولة من الحصول على هؤلاء المتخصصين بحيث يقومون كل سنتين بإجراء صيانة كاملة للجسرالمعلق من حيث إعادة طلائه بلون مائل للرمادي وبشكل فني جميل ومتقن.
وللجسر المعلق خصوصية كبيرة عند أهالي دير الزور إذ طالما ذكر في قصائد الشعراء ولطالما كان لأهالي المدينة ذكريات هناك وإليه كان يشكي العشاق حالهم إضافة إلى ذلك كان الأهالي يتسابقون للقفز من على الجسر باتجاه المياه ويتنافسون في إظهار الشجاعة والبراعة في السباحة. إذ يقول المحامي إياد من دير الزور أن الجسر فيه حكايات كل أهل الدير وذكرياتهم، هو "مو حديد وحجر بس هو روح وجسد، هو أبو كل الديريين وأرواحنا وقلوبنا كانت معلقة بحباله"..