شارك
|

أبواب دمشق .. باب الجابية

تاريخ النشر : 2017-04-27

 

هو الباب الغربي لسور دمشق. وهو من الأبواب السبعة الأصلية الرومانية. ومثل باب توما شُيّد على أنقاض باب روماني وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي.

 

ينسب الباب إلى كوكب المريخ وهو إله الحرب آريس عند اليونان. وعند الرومان مارس (Mars). سُمي باب الجابية نسبة إلى قرية الجابية القريبة من دمشق، وعلى مسافة تتجاوز مئة كيلو متر. وقيل أن اسمه اشتق من اللغة السريانية الشرقية أو اللغة العربية. أو تحوير لاسم جوبيتر كبير الآلهة. وهناك تداول خاطئ عن وجود ولية صالحة تدعى ستي جابية قربه، ولا يؤيد هذا القول أي مصدر أو مرجع.

 

كان للباب في العهد الروماني واجهة كبيرة وثلاثة مداخل. أوسطها أوسعها وأعلاها. ثم سُدّ المدخل الأوسط والشمالي وبقي الجنوبي. على هذا الباب نزل أبو عبيدة بن الجراح في 14هـ. وتصالح الروم مع العرب شرط الأمان وسلامة الناس والأملاك والكنائس.

 

ودخل أبو عبيدة دمشق صلحاً من الغرب بينما دخل خالد بن الوليد بنفس الوقت من الشرق ولكن حرباً وقتالاً. والتقى الاثنان في المقسلاط في منتصف الشارع المستقيم، قرب سوق الصوف حالياً. أو ربما كان قرب مئذنة الشحم بعد البزورية في الشارع المستقيم أو ربما قرب كنيسة المقسلاط قرب درب الريحان أو عند كنيسة مريم. واتفقا على أن دمشق فُتحت من الشرق حرباً ومن الغرب صلحاً. وأثناء هذا الحصار تُوفي الخليفة أبو بكر وتولى عمر بن الخطاب. الذي كتب إلى أبي عبيدة يعزيه بوفاة أبي بكر ويستنيبه على من بالشام. على أن يستشير خالد في الحرب. ولكن أبو عبيدة لم يُظهر الكتاب حتى انتهى الحصار خوفاً على خالد من الإحباط.

 

في العهد الأتابكي أُعيد بناء هذا الباب أيام نور الدين زنكي. وأُنشئت باشورة قربه، لها باب بجانب باب جامع السنانية وعلى الباب كتابة تذكر نور الدين وعام 567هـ.

 

وفي العهد الأيوبي جُدّد الباب، ونُقش عليه تاريخ ذلك واسم مجدده الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل وحكمه كان بين 516هـ-624هـ/1218م-1227م. وفي العهد المملوكي 687هـ جدّده الشيخ ناصر الدين بن عبد الرحمن المقدسي وأصلح الجسر الذي تحته. وفي أواخر 699هـ وخلال حصار التتار وعلى رأسهم قائدهم غازان، هرب المساجين من حبس قرب باب الجابية فكسروا باب السجن ثم حطّموا أقفال باب الجابية وهربوا خارج دمشق.

 

حضر السلطان برقوق المخلوع ليدخل دمشق خلسة عام 792هـ، وعبر برجاً قرب الباب اعتقد أنه خرب ولكنه وجده سليماً. وكان نائب الشام جزدمر قد أمر ببنائه على ضوء الشموع في ليلة واحدة ليمنعه من دخوله. وتَقاتل الطرفان قتالاً مريراً عنده.


عدد القراءات: 15294