شارك
|

مدافن داريا ... ألغاز وأسرار من عمق التاريخ

تاريخ النشر : 2015-07-15

تقع مدينة ‫داريا‬ نحو7كم جنوب غربي ‫دمشق‬، في الغوطة الغربية التي يرويها نهرا بردى والأعوج، ترتفع 650م عن سطح البحر.


جاء اسم داريا من اللغة الآرامية بمعني الدار أو المسكن وربما كان الاسم مستمداً من دورويو بمعنى المذرّون «من تذرية الحبوب في البيادر»، كان الموقع مقراً لعدد من الأديرة المسيحية، التي سكنها العرب الغساسنة، المرتبطين بالدولة البيزنطية.
أقدم آثار الاستيطان البشري المعروفة في منطقة داريا جاءت من تل شواقة، الواقع إلى الغرب من بلدة صحنايا، والذي تم اكتشافه سنة 2008، ويعود تاريخه إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.


بعد ذلك تغيب المعطيات الأثرية حتى العصر الروماني الذي وصلنا منه تمثال منحوت من الحجر الرخامي المائل إلى الصفرة يمثل امرأة تحمل طفلها الرضيع، واكتشف فيها تمثال إيروس إله الحب عند الرومان، كما عثر على حجر لفصل حدود الملكيات الزراعية بين أراضي داريا وبلدة المزة، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع للميلاد، وثمة أقنية للري تنسب إلى العصر الروماني، كانت ما تزال مستخدمة حتى فترة قريبة، وأهمها قناة الوز القادمة من صحنايا إلى السبينة عبر داريا. وتم الكشف مؤخراً، بين سنتي 2005- 2010، في بلدة داريا القديمة عن عشرة مدافن، أحدها إفرادي والتسعة الأخرى جماعية، عثر عليها قرب مدرسة الكشكة، وفي حارة الحمام. وهذا كله يؤكد وجود موقع سكني مهم في بلدة داريا القديمة يعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي.


في منطقة داريا اكتشفت مجموعة من أهم المدافن في العالم، ومنها والأكثر شيوعاً هي المدافن التي حفرت في تربة قاسية، ارتفاعها يتراوح بين130- و200سم، لها مدخل، أبعاده نحو 80×100سم، ليس له اتجاه ثابت، كان يغلق بألواح حجرية، ويحتوى كل قبر على عدد من الهياكل العظمية (4-8هياكل) سجيت فوق بعضها البعض، أو جمعت العظام، أحياناً، في زوايا كل قبر لوضع الجثث الجديدة. وهي تعود لذكور وإناث من البالغين والأطفال.


رافق الأموات أثاث جنائزي غني أحياناً، تضمن لقى لها علاقة بحياة ما بعد الموت، ومنها: بعض أواني الأكل والشرب الفخارية والزجاجية، وثمة مقتنيات شخصية للأموات كالحلي، ومنها: الأقراط والخواتم والأساور والعقود والخرز والقلائد والخلاخل، والتي صُنعت من مواد مختلفة منها: الذهب والفضة والبرونز والحديد والزجاج والعاج، وهي تدل على الهوية الاجتماعية للمدفونين الذين ينتمون إلى الطبقة العليا من المجتمع أو الوسطى على الأقل.


عدد القراءات: 17564

اخر الأخبار