شارك
|

جرن الكبة: الماضي الحاضر أبدا

تاريخ النشر : 2015-09-18

هو جرن من الحجر ،كان صانع اجران الكبة يختار الحجر الملائم والذي لا يُكسر ولا يخرج من قعره حصى عند ضربه بالميجنه،منظر مألوف في ركن في حوش البيت ان يُركَن جرن الكبة ،ما ان يعلن في البيت ان غدا هو يوم الكبة حتى ينظف الجرن ويُؤتى باللحمة (لحمة العجل او الجمل )الحمراء يُؤخد قسمٌ منها يخصص ل(حوسة )الكبة وقسم لخلطه مع السميدة .
دق اللحمة في جرن الكبة من نصيب النساء ،تُقَطّع اللحمة اولا بالسكين ثم توضع في تجويف الجرن وتبدأ المرأة بدق اللحمة باداة خشبية (الميجنة) حتى تتحول اللحمة الى كتلة رخوة متجانسة طرية ،تُخلط بالبرغل المُنَمَّش بالماء ،يُعجن جيدا مع البهارات ،ملح ،كمون،مردقوش،فليفلة مطحونة ، وبسكين ذات راس رفيع تقطع كتلة عجينة الكبة بخطوط طولية وعرضية لتسحيب شروش اللحمة التي لم تستطع الميجنة القضاء عليها .
وبهذا تصبح عجينة الكبة جاهزة للطعام ،كبة نية مع حوسة اللحمة ،كبة مشوية بالصينية بالطابون،كبة مقلية بشكل حبات بيضوية ،كبة بلبن .
يوم الكبة يوم يبعث على السعادة ،طعمها اللذيذ ولمتها الحلوة بالرغم من انشغال ربة البيت بعملها معظم النهار.
الجرن والمدقة
يجتمع الجرن والمدقة في كل الظروف الفرقة ممنوعة حد الاستحالة بينهما لأن كل واحدة منهما تتمم الأخرى، وكل واحدة منهما لا قيمة ولا دور ولا حاجة لها من دون الثانية، فالجرن هو ركيزة من الحجر تضم "كوة" عميقة بعض الشيء، توضع فيها الأشياء المطلوب دقها أورصها أو طحنها، من اللحوم لصناعة الكبة أو الكفتة، والخضار والمعطرات التي تضاف إلى الأطعمة، أو لرص وطحن أصناف من الحبوب والتوابل كالبهار والقرفة المستخدمة مع الأطعمة المختلفة .
ومن دون المدقة لا معنى لاستضافة "الكوة" لكل هذه الأشياء، فالمدقة تؤدي دور الطحن والتنعيم والتليين لمختلف الأصناف . والفرق بين دور المدقة ودور الجرن أن الجرن يمكن أن يستضيف مختلف الأصناف، القاسي والصلب منها، والطري اللين، أما المدقة فيجب أن تكون أكثر تخصيصا للدور .
بمعنى آخر، يمكن أن تكون المدقة من الخشب لدق اللحم والخضار، لكن يجب أن تكون من الحجر لدق وطحن الحبوب القاسية الصلبة .
 


عدد القراءات: 20881