لقد بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في إحداث فوضى اجتماعية. عدد كبير من شركات التكنولوجيا قاموا بتسريح الموظفين حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يقوم بعملهم. علما أن  هناك العديد من الوظائف ومن المهام التي لا يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحقيقها بشكل جيد ولا ترقى للمستوى المطلوب.

كشفت  صحيفة ليبراسيون أن شركة Onclusive، وهي شركة عالمية متخصصة في تحليل الاتصالات والإعلام ومقرها في كوربفوا، ستقوم باستبدال جزء كبير من موظفيها بأدوات تكنولوجية جديدة وبالتالي  إلغاء 217 وظيفة من أصل 383 مثبتة في فرنسا.

الذكاء الاصطناعي والمستقبل الوظيفي وعمليات تسريح موظفين بالجملة

شهد العام الماضي 2023  تصاعد مخاوف عدة من تهديد أدوات الذكاء الاصطناعي لعديد من الوظائف مع بَدْء عدد كبير من شركات التكنولوجيا تسريح الموظفين الذين يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يقوم بعملهم. وها هي شركة غوغل أو ألفابيت تبدأ عام 2024 كما بدأت عام 2023: بموجة من عمليات تسريح الموظفين.

فقد قامت غوغل في الأشهر الأخيرة بأتمتة عملياتها بشكل كبير بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.وكانت قد دمجت غوغل أدوات الذكاء الاصطناعي في  خدمة Google Cloud للحوسبة السحابية، وأعلنت بداية 2024 عن أدوات جديدة  مدعومة بالذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي تتيح للعلامات التجارية إنشاء وكلاء افتراضيين قادرين على التفاعل مع المستهلكين على مواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول.

كما تتيح هذه الأدوات استخدام، "الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء صور للمنتج وتحليل صورالمنتج ، بالإضافة إلى نصوص وصفية مرتبطة به، وإنشاء محتوى تلقائيًا مثل أوصاف المنتج الجذابة والمقنعة، والبيانات الوصفية للمنتج، واللغة التي تتكيف مع معايير تحسين نتائج محرك البحث".أي بمعنى أخر توفير الشركات والعلامات التجارية لموظفي هذه المهام و استبدالهم بالأتمتة.

تسريح العمال وارتفاع الأرباح

غوغل ليست الشركة الوحيدة التي قامت بتسريح الموظفين بسبب الذكاء الاصطناعي

مع التطور الهائل للذكاء الاصطناعي التوليدي كثير من الشركات فضلت التوفيرعلى حساب جودة العمل المنجز.

قد أثار جدلا واسعا حيث قالت الشركة إنها "لا تهدف إلى تبديل البشر بالآلات، وإنما تريد رفع مستوى الإنتاجية والكفاءة بالاستفادة من التكنولوجيا لأن الذكاء الاصطناعي يسهل نقل المعلومات بطرق متنوعة ودقيقة".

هذا و لجأت  Onclusive  شركة عالمية متخصصة في تحليل الاتصالات والإعلام إلى صرف أكثرمن نصف موظفيها في فرعها الفرنسي، بحجة استبدالهم بالذكاء الاصطناعي بسبب "البيئة التنافسية الصعبة والتطور التكنولوجي غير المسبوق". غير أن عملية الصرف جمدت بعض الدعاوى التي رفعتها نقابات الموظفين أمام القضاء الفرنسي.

ما أثار مخاوف وبلبلة من لجوء الشركات لهذه الإجراءات التعسفية للتقليل من التكلفة وزيادة الأرباح على حساب الموارد البشرية.

ومع ذلك، تظهر دراسات عن قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على استبدال البشر بشكل فعال في مهام أكثر أو أقل تعقيدا. وتظهر دراسات أخرى أن الذكاء الاصطناعي، في كثير من الأحيان، لا يرقى إلى المستوى المطلوب.

فهناك العديد من الوظائف ومن المهام التي لا يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحقيقها بشكل جيد خاصة تلك التي تتطلب المهارات الاجتماعية والعقلانية البشرية والأهم تلك التي تتطلب الذكاء العاطفي.

المصدر: www.radiofrance.fr

ترجمة: مي زيني