شارك
|

عيسى مسوح .. عملاقٌ سوري من الزمن الجميل

تاريخ النشر : 2016-03-29

حوار : أمين عوض

 

في زمنٍ خرجت فيه النوط الموسيقية عن سلالمها, لتمتطي سلالم نشازٍ خربت السمع والبصر _لا بل خربت جيلاً بأكمله_ يقف  الفنان عيسى مسوح ابن ريف حمص وابن  مرمريتا تلك القرية الوادعة _التي أسبغت بجمالها على شخصيته الفنية_ وحيداً صامداً في زمن الفن المبتذل والأغنية الهابطة، يستذكر ماضياً زاخراً بفصولٍ من العراقة والتراث الموسيقي يقلب صفحاتها العتيقة مع موقع "Syria In" الذي خص الفنان الكبير بزيارةٍ خاصة لبيته, الذي تستطيع أن تشتم في كل زاويةٍ من زواياه، رائحة الفن الأصيل و الطيبة اللامتناهية.

 

عن البدايات يحدثنا عيسى مسوح, وكأن الذاكرة مازالت حاضرةً وبقوة عند هذا الفنان الأصيل فيقول: "في المدرسة بدأت على مسرحها في المناسبات ومع الأهالي والأصدقاء في سهراتٍ خاصة وبعض الحفلات العامة، وكنت ألقى التشجيع الكبير من عددٍ كبيرٍ ممن يحضرني أو يسمعني، ويدفع بي لأن أتقدم للإذاعة، وبالفعل لقد تم هذا الأمر حيث تقدمت بطلبٍ للإذاعة السورية, وأثناء ذلك كانت تستمع للأصوات وتصنفها، فصنفتني كمطربٍ معتمدٍ في الإذاعة السورية، في تلك الآونة ترافق ذلك بشهرةٍ كبيرة من خلال برنامج صوت القوات المسلحة، حيث سجلت الكثير من الأغاني, التي لاقت شهرةً واسعة آنذاك "كشمس بلادي العربية"، "برغيف الخبز الأسمر" وغيرها".

 

أما عن ذكرياته مع وعن الكبار يروي مسوح سنيناً خلت بكلماتٍ قد لا تفي تلك المرحلة حقها ويقول: "كان لي من خلال مشاركتي بعد الشهرة في الأماكن العامة والحفلات العامة أن التقي زملاءً لي من الفنانين الكبار، كالفنان الكبير وديع الصافي ونصري شمس الدين وسمير يزبك وفليمون وهبي, الذي قدم لي من ألحانه أغنيتين هما (بتمرق سنة ـ حبيتك حبيني)، و جورج يزبك الذي لحن لي (بدنا نتجوز عالعيد)، وهي في مكتبة الأشرطة ملكٌ لصالح الإذاعة العربية السورية إلى يومنا هذا، وهنالك الكثير من الأغاني التي قد لا يعرف الكثير أنها لي، مثل "بدنا نتجوز عالعيد" وهي من كلمات توفيق بركات وألحان جورج يزبك، "و أكتر مافيي عملتو" وهي من كلماتي وألحاني، وكنت "بنت تلات سنين" التي هي من ألحان سليم ثروة، وهي في الأصل فلكلور وقد أتممت أنا كلماتها، وهناك أغنية "غابوا" التي سمعتها بصوت مطربةٍ تركيةٍ على إحدى مسارح تركيا".

 

يقفُ اليوم عيسى مسوح بعد مسيرةٍ طويلةٍ حافلة، عاتباً على إعلامنا الذي يصفه بالمقصر جداً بحق الفنانين السوريين عامةً، لاسيما صناع الزمن الجميل، وقرار الابتعاد الذي اتخذه, فمرده لفهمه وقناعته بأن الفن روحٌ وعاطفة ورقة، فكيف تراني أسير والدرب وعرة، يعلّق مسوح.

عتب مسوح المقيم اليوم في مدينة مرمريتا التابعة لريف حمص،  يمتد ليشمل رداءة مايقدم اليوم على الساحة الفنية فيقول: "إن ما يقدم اليوم أشبه ببالوناتٍ وأشبه بفقاعات الصابون أوغيمة الصيف، وهذا يكاد يقضي على المبدعين والإبداع في المجال الفني، وليس هنالك من حسيبٍ ولا رقيب، ولكن بالطبع لا تخلو الساحة من بعض الأغاني الجميلة و ذات المستوى الذي قد يوصف بالعالي".

 

يعتصر الحزن فنان الماضي عند الحديث عن أعماله الجديدة، ويعبر عن ذلك قائلاً :"الجديد كثير وكثيرٌ جداً، وأتألم لأنني لا أقدمها للجمهور الكريم،  فأنا أؤمن بالعطاء و أؤمن بحبي للجمهور, والعائق الوحيد  أنني لا أرى الطريق كما يجب أن تكون لأبلغ هذه الغاية".

وفي الختام يخص حافظ التراث الغنائي الأصيل ابن سورية الغالية "Syria In"، والمغتربين السوريين في الخارج بكلمةٍ من القلب يوجهها من خلالنا فيقول: "أحباؤنا في الاغتراب تمنياتنا الطيبة بأن تكونوا بخيرٍ تام، ودعوتنا لكم لكي تعودوا للوطن الأم الحبيب فنسعد بكم و نفرح، وأقول لكم أن ليس هنالك ما يعوضنا عنكم وما يعوضكم عن وطنكم, ويختم بهذه العبارة (يابحر يابترد غياب الوطن.. ياما على نيران قلبي بنشفك)".


عدد القراءات: 7122

اخر الأخبار